F
faryak
ضيف
بين راوٍ متخيَّل وقارئٍ متخيَّل!
المطرب (وليس له من اسمه نصيب) مُصِرٌّ على الإعلان العالمي لخيانة الأصدقاء:
« كان لي صاحب وخاني … آه … خان الأمانة وباعني ...آآآآه… غدر بصاحبه وخدعني … آآآآه »
عليك وعلى صاحبك لعنة الناس أجمعين!
وأسِرُّ لأختي بسؤال خافت مخافة أن يُسْمَع وأنّى يُسمع في هذا الصخب:
- « ما علاقة مهرجان النوح للجميع هذا بأغاني الأفراح ؟! »
فترد بعقلانيتها المعتادة:
- « هذا هو ما يشد المستمع، مثل بداية الشعر القديم بذكر الأطلال. السؤال الأكثر دقة: ما علاقة اللحن والراقصات شبه العاريات بهذا التحسر على قيمة الوفاء؟ الأفضل أن تقتصر المنصة على المغني ما دام متوجعًا متألما من تغير الزمان وأهل الزمان، فإذا انتقل للـ… "هشك بشك".. تغير اللحن، وصعدَتِ الراقصات إلى المنصة.»
ولما فرغَتْ من ردها الاستقصائي هزَّتْ رأسَها كأنها تؤمّن على دقة التعليق وتمنح نفسَها خمس نجمات كاملاتٍ ذهبيات ضافيات!
معها حق. المشهد سريالي: “المطرب" ينعق: « مات الصحاب ».. اللحن السريع الراقص يتسارع: « تتن تن تن.. تتن تن تن..ترم تام تام »… الراقصة الرئيسية تهتز في ابتذال يضاعف أثره ملابسها الداخلية البادية من تحت شبه التنورة فاحشة الفاقعية المجسمة لما تحتها (وهو قليل).
صوتُ أختي يردني لحوارنا:
- « من الصعب أن تقنع "رجعيًّا" أن الرقص فن وهو يشاهد "هذا المنظر" »
- « لا أعتقد أنه سيشاهد هذا المنظر أصلًا، ولكن قد يوصَفُ له فيمقته "بظهر الغيب"، وما راءٍ كمَنْ سَمِعَا! »
ستسمر هذه المهزلة لساعتين أخريين قبل أن "يؤذن" لنا فننصرف. وألف مبروك يا (محمود) --> ابن عمي. البركة فيكما يا (سعيد) و(بسنت) --> أنا وأختي. والكثير من الأسئلة عن ميعاد الفرح بي وبأختي (في مناسبتين منفصلتين على ما أعتقد؛ السائل ليس بهذه الفرعونية!) والإجابات المفتوحة من قبلنا.
عودة للبيت.. عودة لغرفتي.. ترتيبات ما قبل النوم في هذه الساعة المتأخرة… لقد أكلنا في "الفرح" ما يغني عن وجبة العشاء "الرسمي".. هذا يعجل بغسل الأسنان ثم تصفح "سريع" على قدر الإمكان لموقع أو اثنين من مواقع التواصل الاجتماعي، ثم ضبط المنبه ثم لننغمس في عالم الأحلام.. وغدًا يومٌ جديدٌ…
ولكن: لحظة!
من اللا مكان يثور الصوت الهادر:
« ما هذا؟ كيف تسرَّبَ هذا السرد الباهت لهذا الموقع الشريف؟ أين الأوراك والصدور؟ أو على الأقل ورك واحد أو صدر واحد على سبيل "البروتين" ليس أكثر! ماذا عن أختك؟ .. صف لنا ملابسها المنزلية وقد التصقت بتضاريس جسمها الممشوق فظهر لك منها ما نتمنى نحن رؤيته واخْتُصِصْتَ أنت برؤيته طيلة الوقت من غير ربية منها بك. كجائع يلذ له أن يسمع كيف دعا جارُه البخيلُ صديقَه الممعودَ (مَنْ تؤلمه بطنه فلا يستطيع الأكل) إلى وليمة فاخرة؛ لا الممعودُ (وهو أنت في هذا المثال) يأكل ولا البخيل (وهو أختك) تطيب نفسُه بإطعامه ولا ثالثهم (وهو المعترض على نقص "البروتين") يفتأ يتحسر بظهر الغيب. ثم صوِّرْ لنا براءتَها وقد دعاك الشيطانُ إلى مفاتنها فاقترَبْتَ من دائرة الخطر وهي لا تزال تُئَوِّل أفعالَك على الغرائبية لا الشهوانية. ثم بَيِّنْ لنا المكاشفة بينكما وقد أعارَتْ نارُ شهوَتِك شهابًا قبسًا به اتقدَتْ نارُ شهوتِها، فاشتركتما في الداء كما اشتركتما في الأب والأم، فتمنَّعْتَ لداعي الأخلاق والدين، فتمنَّعَتْ لِمثل ما تمنَّعْتَ له، ثم انهار السد لشدة السيل فأتى على الأخضر واليابس، فلِنْتَ ولانَتْ.
وإن لم تمانِعْ، فبيِّنْ لنا في منطق فصيح وعبارة ناصعة كيف اختلاط الشهوة بالندم وقد بلغ السيل الزبى وصارَتِ الأمورُ إلى الغايات. واستعِنْ ما أمكن بصريح اللفظ من فيك وفيها عن توصيفك لما يكون. وإن استطعْتَ أن تحكي الأصوات التي عُرِفَ بالتجربة صدورُها عمَّنْ هو في هذه الحالة مما لا تحويه المعاجم، من ذوات الحاء والخاء، فافعلْ. وأنت في كل هذا لا تفتأ تُذَكِّرُنا بحرمانية ما تقومان به، وائتمان الناس وبخاصة أبويكما على خلوتك بها وخلوتها بك، وما في ذلك من تغليظ للذنب. كما أن المشرِّع جعل عقوبةَ القتل باستخدام الجواهر السامةِ الإعدامَ لما يوحي به الفعلُ من استئمان القتيل للقاتل.
فإنْ لمْ تفعَلْ ذلك في حق أختك، فاعمَدْ للراقصة – وذلك أضعف الإيمان فاجعلْها هدفك. لا تشنع عليها إسفاف ملابسها وابتذال حركاتها! ما الذي تركته لكتاب نهضة مصر! بل خُضْ في تفاصيل ما انكشف تحت الملابس المسفة. وقلقِلْ لنا الكلام فيما تقلقل من جلدها البض بفعل رقصاتها المبتذلة. ولا يغني الوصفُ والمشاهدة عن التذوق والحوار- فادخل لنا مُدْخلًا حسنًا إلى عالمِها الشخصي وقد أنهَتِ الحفل وأنهَتْ بنهايتِه حق عموم الناس في رؤية مفاتنها.. وأخبرنا كيف خصَّتْكَ بما وراء ذلك.. وأغلق الباب عليكما خاليَين، فأبدَتْ خجلَها مما ظلَّتْ تحوم حوله طيلة رقصها وقد أمِنَتْ باجتماع الناس أن يجرؤ أحدٌ على التصريح بالمُلَمَّح إليه، فلما جاء الحق وانقشع الضباب وانغلق الباب واختزل الجمهور في واحد ثم تحول الجمهور للاعب مشارك فانعدم الواحد إلى صفر، فإذا هي "قطة عمياء"، "جعجعة بلا طحين"، "ناجحة بالواسطة"، "تستحي من ذكر اسم أمها".. وما يدخل في هذا الباب من معاني الغفلة والبراءة.. فإن التناقض بين إتقان المقدمات والجهل العفيف بالوسائل والبلاهة المستفزة بالغايات يثير معنى شهوانيًا حميدًا في المستمع.
أو لا فدع ذي وتلك واقصد بنا إلى أمك! نعم، أمك التي أرضعتك! فإنك وإنْ لم تأتِ عليها بذكرٍ إلا أنها حاضرة غائبة. وإلا فمَنْ مصع (مَصَعَ: أيْ زَكَبَ!) بك وبأختك؟ فليس في عرف الناس من الأحباب حبٌّ يفوق ذاك الذي بين والدةٍ وما ولدَتْ. وما الحب إلا نظرة فابتسامة فقذف وإيلاج فحمل فإرضاع، وفي اكتمال دائرة الولادة بركنيها منتجِةً لك فمنتَجَةً بك من التناسب ما لا يخفى. فإن أنْتَ فعلْتَ ذلك (أي خُضْتَ في أمِّك)، فإياك والغفلةَ عن ذكر الإيلاج بجزءٍ منك فيما منه خرجْتَ بكلِّك، ففي التضاد بين الإيلاج والخروج والجزء والكلِّ درجةٌ أو درجتان في امتحان الثانوية العامة! وإن شئْتَ التفوقَ في هذا الباب فزد على ذلك سقياك إياها مما أنتجه جسمُك غزيرَ الفركتوز كما كانَتْ من قبلُ تسقيك مما أنتجه جسمُها غزيرَ اللاكتوز، ووضِّح الفارق بينهما بإرفاق التركيب الكيميائي لجنسَيْ السكريات في آخر الإجابة!
أو لا فاقصد بنا إلى أبيك ومتاع أبيك وقد كنتَ فيه نطفة ذات ذيل! فاعمـ - »
ولا أملك نفسي، وقد بلغ سيل الإباحية زب - أعني زبى أبي! فأثور على هذا المعترض الشبحي المتبجح:
- «مهلاً يا هذا! من ملّكك نواصي أهل بيتي؛ فأنت خائض بأنفك في فرج هذه وبإصبعك في است تلك ثم بلغ بك الفجور أن قبضت على خصيتي رب البيت – والقبض على الخصى مُوجِعٌ مُمِضّ! من أنت؟ من أنت؟؟!!»
فيرد الصوت:
- «أنا القارئ صاحب الحق، و(أل) في (الحق) للجنس لا العهد، ففي حيثما طَلبْتُ كان المطلوب حقاً، فلا تزد ولا تزايد، وانهض على عجل من فراشك هذا، لتعاين فأعاين بمعاينتك ما في بيتكم من شحم ولحم.»
- «شحم ولحم؟»
- «أيْ: نهود وأرداف أو كما يقول العامة: ديود وأطياز، والأولى سنسكريتية والثانية سريانية، وفي التقائهما في مكان واحد يدٌ سلفَتْ ودَينٌ مستحقٌّ لطريق الحرير!»
- «وأي شيطان رجيم أوحى لك أني أجيبك إلى طلبك؟ بل دون ذلك خرط القتاد، وغمس الجروح في الليمون، وصد كرات البيسبول بالأيور، وأكل البيتزا بالأناناس!»
- «أتحسب أن لك سلطاناً فتمنع أو تقبل؟ فذلك إذ تقول العجم: كيوت! قم لتوِّك فاستدر لي أحطأ عَجُزًا (طيزًا) منك خاطئةً.»
وإذ أهم بشتمه ولعنه فما فوق ذلك، يعصي اللسان أمري، ولأمره تستجيب الرجلان! فأقوم وما بي رغبة في فراق الفراش. وأستدير ولا علم لي بمكانه ولكني أستدير له، ثم تمتد يداي فتنزلان ما يستر المقعدة من ثياب. وبعد هنيهة، ينبعث الألم فيهما صادراً عن لا مكان مصحوباً بالصوت الهائل مما يحدثه ارتطام الراحات بالمؤخرات العريانات. ويكرر الشبح عقوبته الفاحشة. ويهتز الردفان (فلقتا الطيز) واحدًا فواحدًا إذ يوالي الصفع يمناهما فيسراهما ويداي معقودتان بلا حبل أمامي فلا أملك دفاعاً عنهما خلفي، دواليك حتى تحيرت الدموع في المآقي وخفَتَتْ دوافع الثورة في الواقف وحيدًا في غرفته محلول السراويل يُعاقبه من لا يراه ولقد يسمعه!
وتفرغ يده من شرح الدرس فيستدعي لسانه خلاصتَه سائلاً:
- «من صاحب الحق هنا؟»
فأجيب بصوت النساء في جسم الرجال:
- «القارئ.»
- «أحسنت! فارفع سروالك واقصد بنا إلى أختك.»
فأرفع ما أمر برفعه وأتوجه للصالة فالباب الموصد في أقصاها بجوار الحمام. والهدف ابنة العشرين النائمة وراءه.
***
تطرق يمناي باب أختي طرقاً رفيقاً لا يوقظ أبَوينا، ويسراي تفرك بعض الوجع من "ورائي". وبودي لو أن (بسنت) نائمة وبابها مغلق بالمفتاح. ولكنها مستيقظة وردها لي بأن أدخل غرفتها ينفي الحاجة لمفاتيح.
وأدخل الغرفة المظلمة إلا مما تسرب إليها من ضوء الصالة، فتتكئ (بسنت) على مرفقها الأيسر ويسراها لا تزال محيطة بهاتفها المحمول. وتسألني عن علة طرق الباب فأنشغل بما أراه عن الجواب.
وكأني أراها بعين أخرى، مضطجعة متكئة في عباءتها المنزلية – ضيقة تلك العباءة ولا شك، ولكن رقتها هي ما يشغلني... لو أتيح لها قدر كافٍ من الضوء لأبدت تضاريس ما تحتها. وأردُّ هذا الباعث حديث العهد من الاهتمام بجغرافية أختي إلى عمل الصافع استي (طيزي) قبل قليل!
وأطيل الصمت وهي تترقب جواباً، حتى آلمها مرفقها فجلست بعد اتكاء. وتقلقل ثدياها باستوائها جالسة، فانتفى بِحُرِّية حركتهما الشكُّ في مباشرتهما عباءتَها.
- «(بسنت) ...»
- «ماذا؟»
في صوتها ضجر مبرر ... ولو غير هذه الليلة لردَدْتُه إلى استيائها من موقفي في غرفتها وقد نامت الدنيا. ولكني أدرك بسحر ساحر أن وراءه ما هو أكبر! وبسحر ساحرٍ أشرئب كأني أقصد إلى رؤية ما يعرضه هاتفها، فتذعر به إلى بطنها الممشوق لتخفيه فيه.
وتهم بالاعتراض على فعلي فيردها الخوف من سؤالي عما كانت تتصفحه. وكأني أرى ما يدور في عقلها مُقْدِمةً فَمُحْجمةً.
- «ألعاب آخرِ الليل؟»
وتتشبث أختي بسؤالي تشبث الغريق بالقش.
- «ألعاب. نعم.»
- «كان بوسعك إغلاق "تلك الألعاب" قبل أن تدعينني للدخول.»
وتحمرُّ وجنتاها قبل أن يدفعها لجاج الأنوثة إلى المكابرة.
- «ولماذا أفعل ذلك؟ سرعان ما تخرج فأعود إلى ... ما كنْتُ فيه.»
- «هذه الأجهزة خئون خدّاعة. فلا تدرين لعلك تمسين شاشتها من غير قصد فيسمع أخوكِ ما لا يحسن أن يسمعه.»
ويزداد خجلُها ... ولكن أنى له أن ينهاها عن الاحتجاج!
- «ثم؟ إنها ألعاب كسائر الألعاب. ما عليّ لو أنك سمعتها أو حتى لعبتها بنفسك.»
يا لجرأة المتلبسة بالجريمة! أتحسبينني يا أختي وقد دفعني إليكِ ما لا طاقة لي بدفعه ولا أزال أجد أثره فيما لا أسميه أنتهي من تلقاء نفسي؟
- «فهاتي ألعبها إذن!»
وتعود الحسناء التي لم أفطن لجمالها قبل الليلة لمعاينتها رقعة الشطرنج قبل أن تختار ما تحركه:
- «سأرسل لك الرابط، والعبها كما شئت في هاتفك!»
كذلكِ إذن؟
- «ما اسمها على أية حالٍ؟ سأبحث عنها بنفسي.»
ويطول بحثها عن إجابة مقنعة – مَنْ يدرك جهل فتاة بألعاب المحمول أكثرَ من أخيها!
- «إممم لا أذكره. سأرسل لك الرابط، عد لغرفتك وستجده بانتظارك!»
- «ستبحثين عن شيءٍ ترسلينه بعد خروجي وإغلاق أيٍّ يكن ما تخفينه الآن. أليس كذلك؟»
وإذ لم يَعُد عندها ما تتقهقر إليه، تستبدل بالدفاع الهجوم:
- «ما هذه البجاحة يا (عادل)! تزعجني في هذه الساعة، بعد ليلة صاخبة، وتؤذيني بأسئلة غير مبررة، وتلح إلحاح صغار الأطفال على آبائهم. ما الذي تريده بالضبط؟»
وينطلق لساني وكأنه يوحي إليه غيري بما ينطقه:
- «وهل من التهذيب أن تسالي أخاك الكبير جالسة وهو مسئول واقف؟»
- «فاجلس يا سيدي وأجبْنا!»
وأهم بالابتعاد عن سريرها لأجلس على كرسي مكتبِها، فتتقدم رجلاي في الاتجاه الخاطئ، حتى إذا حاذيا حافة السرير استدرت فجلست في منتصفه، ولو لم تزحزحْ أختي رجليها فتدنيهما منها لكانا تحتي!
وأعاجلها قبل أن تعترض:
- «أعيدي السؤال من فضلك؟»
فترد بصوت متهدج لا يخفى ما فيه من خوف:
- «ماذا تفعل في غرفتي في هذا الوقت يا (عادل)؟»
ويهوي قلبي في قعر سحيق! أمني الخوف يا صغيرة؟ ومِن قبلُ ما هان عليّ الموتُ في سبيل أمانكِ! سحقاً سحقاً!
- «لا شيء ذا طائلٍ يا (بسنت)، عودي للنوم.»
وأهم بالقيام فتعصيني قدماي فأجبرهما على الطاعة فينجبرا. وليذهب "القارئ" للجحيم!
فلولا أن استوقفتني يدها لعدْتُ أدراجي.
ونظرْتُ إليها من مكان قريب، وقد أجد حر أنفاسها تلامس خدي. فإذا هي قد علاها البهر، وزاغ منها البصر – فعل العشاق وأشباههم!
لِمَن؟! لي أنا يا صغيرة؟ أكنتُ مُستهدفًا لأحلام يقظتك وأنا عنكِ غافل؟! تباً تباً!
وانشغلَتْ (بسنت) بحوار العيون وازدادت راحتها المستقرة على كتفي انغماساً فيما تحتها، فارتخت يدُها الأخرى الممسكة بهاتفها حتى استقر في حجرها – مظلم الشاشة حرصاً على موارد أمنا الأرض! ورأت في حركة عينيّ اتجاهَهما فانصرفت ببصرها إلى الشاشة المظلمة، وضغطت بأسنانها شفتها السفلى ثم ضغطت زراً جانبيًا فأنارَت الشاشة، فرأيتُ ما كانَتْ فيه.
هذا أنا لا شك فيّ! عريان! أغتسل في هذا الحمام الذي لا يبعد عنا أكثر من أمتار!
- «(بسنت)، متى ...»
وتراوح يدها مكانها لتستقر سبابتها عند شفتيّ، فأسكت. ثم تستبدل بالسبابة الشفتين!
***
فوق مكتب أختي الذي يبعد عني خطوات صورة مؤطرة. فيها *** اسمه (عادل) يحتضن أختاً له اسمها (بسنت) وقد قبل فاها منصرفاً إليه، بينما هي تنظر لحامل الكاميرا ويبدو جانب فمها في ابتسامة لم يُخفها بالكلية فم أخيها فوقه. كانت حديثة عهد بالمشي آنذاك!
ذاك آخر عهدي بهاتين الشفتين!
ويدفعني دافع من التعقل أن أنهاها وأنا الكبير، كما كانت أمي تقول لنا ***َين لولا أن عاجلتني بتعميق القبلة حتى صارت فيما ينسب للفرنسيس، فانشغل اللسان بالتذوق عن الكلام، وزالت دوافع التعقل وآلاته!
إيهِ يا ما أعذب فمكِ يا صغيرة!
وتقطع قبلتَها كما بدأتها فينخلع فؤادي. المزيدَ المزيدَ!
ولكن عينيها تعاودان النظر إلى عينيّ وفيهما لهفة الدنيا وسذاجة الأطفال. ولا أملك إلا أن أعانقها كالمطمئن لها أني هنا – أقرب الناس لها مذ كانت في رحم أمنا الذي خرجْتُ منه إلى أن تودع أجسامنا في رحم أمنا الأرض. أنّى يُقاس حبي لها بحب طامع في وصال حتى إذا بلغ غايته ألقى "حبيبته" على قارعة الطريق وانشغل بأخرى ليشير إلى الأولى بـ(إكس) أو (واي)!
وتزيد الشهوة بدافع الحب، والحب بدافع الشهوة حتى يمتزجا امتزاج الأرواح بالأجساد.
وأقبض على ثدييها من فوق الثياب، فتجازي القبض بالقبض زاحفةً بيد منها دقيقة تحت بنطالي لتتحسس أثر جمالها في أخيها يكبر لحظة فلحظة ...
وتقول كأنها تخاطب نفسَها:
- «هذا لي!»
ولكِ ما اتصل به وما ضخ الدم في أنحائه!
ثم تنزل ذاك البنطال وترفع طرف عباءتها حتى ينكشف نصفها السفلي. عريان إلا من هفهاف أبيض قد أوسعه انضغاطاً ردفان ريانان.
ثم تجلس في حجر أخيها وفخذاها ملتفان حول خصره. لولا الهفهاف لالتقى الختنان!
وتعود إلى الكعم (التقبيل بالتقام الأفواه)، ويستقر مرفقاها على عضديّ، ثم تروح وتجيء ... وتروح وتجيء، ويزيد الاحتكاك فينتشر البلل في الهفهاف الأبيض فيقل الاحتكاك بينه وبين القائم مني كالوتد كما يقول درس الميكانيكا!
وإذ تتقد نار الشهوة تعمد يديّ إلى مقدمته ومؤخرته فتزحزحه فيتزحزح. وتتباطأ سرعة صاحبته خوفاً وشهوةً في آن! وليس في نيتي ما تخاف منه وقد تشتهيه كما أشتهيه من إيلاج بل الهدف مباشرة الجلد للجلد في هذا الموضع النفيس! ويستقر الزبر بين الأسكتَين (الأسكتان: شفرا الفرج أو جانبا الفرج) وقد انزاح ما كان يسترهما فاشتعل بتماسهما المتماسان.
وإذ تعاود الانزلاق تحاذر في نهايته البعيدة أن تغلو فتزلّ فيدخل داخل وينفتح منغلق! ولا ينهاها الحذر عن الطلب.
وأجدني أتسارع إلى النهايات فأباعد فمي عن فمها ليرِنَّ صدى القبلة في سكون الليل، فأخبرها بما يوشك أن يقع فلا تزيد على الابتسام وهز الرأس كناية عن الاشتراك في "الداء"، وأهم بالعودة إلى ما كنا فيه من القُبَل فتبتعد برأسها قليلاً وتحدق في عينيّ، فأفهم مرادها، ويتسارع ما تفعله رجلانا وما بين الرجلَين!
من كان يظن اقتصار عمل العيون على النظر فقد فاته رؤية حركاتها وقد ارتجف الجسد وانتشى وانهارت سدود الشهوة فعمَّت أنهارها الأخضر واليابس!
قالت عيناي وعيناها كلاماً لا تسبر أغواره إلا العيون، وأحسب أن فيه "أني لها" و"أنها لي". ثم سكن كلُّ شيءٍ.
قالت بعدما عدنا لدنيا الناس:
- «أحبكَ.»
وبمثلها أجبْتُ:
- «أحبكِ.»
ثم نمنا على سرير واحدٍ.
--- تمت ---