أمنيه رشدى
Sexaoy Princess
عضو
عائلتان في شارع واحد | قصة قصيرة
*******
قال (سالم) وقد فتحَتْ أختُه الباب حال تغييره ملابسه، وقد تعرى أسفلُه ولا زال قميصه يستر جذعه:
- «ويلي عليكِ يا (سالي)!»
وتأخر اعتذارُ (سالي) ثانية أو اثنتين بعد ذلك.
ثم إنها لم تغلقِ البابَ من بعد ما اعتذرَتْ حتى نَهَرها أخوها ثانية فانتهرَتْ. ولما أغلقتِ البابَ بعد لأيٍ، ردَّتْ يدها في فمها فعل المتحسرة ولات حين حسرة.
ولو سُئِلَتْ لعجزَتْ أن تجيب عن السؤال: أكان تأخرها عمداً؟ أم من قبيل ما يدهش الفأرة عن نجاتها وقد هرعتْ إليها الهرة لتهمزها همزة واحدة والفأرة كالمنتظرة مصرعَها لا تدفع ولا تفرّ!
وقال لها أخوها بعدما فرغ مما كان فيه وفتح البابَ فألفاها لدى الباب:
- «ما لكِ شاحبة الوجه كأني من فجأكِ عريانة لا العكس؟»
ولم تملك أخته الصغيرة عبْرَتَها لتوبيخه إياها فبكت، فضمها إليه واعتذر. وكذلك الإخوان قلوبهم في الوهن كبيوت العناكب إذا عاينوا الدموع في مقل الأخوات.
وكان أبواها في السوق وصادف رجوعهما بكاء ابنتهما واعتذار ابنهما، فظنا أنّ (سالم) قد ضربها أو سبها، فلولا أنْ ألحَتْ (سالي) في نفي ذلك، لقد هَمَّ (سليم) أن يبطش به! وكذلك الآباء قريبٌ بطشُهم ولو بأقرب الناس إذا عاينوا الدموع في مقل البنات.
***
لم يكن الأبوان (سليم) وزوجته (سندس) في السوق. بل كانا في ضيافة (جرجس) وزوجته (دميانة). كلا المرأتين تحت من ليس لها بزوج. وقد يمد زوج هذه أو تلك يده فيقبض على ثدي زوجته وصاحبه مشغول بما تحت ذلك. فلا عجب أن أخفى الأبوان وجهتهما عن (سالم) وأخته وكنّيا عنها بما لا حرج في ذكره.
ولو تمعّن (سالم) في مشية أمه وقد "عادَتْ من السوق" لوجد أثر الوجع يحملها على تباعد ساقيها شيئاً يسيراً تحت ثيابها المنزلية. بيد أن (جرجس) وإن كان أقصر من (سليم) بكثير إلا أن أير (جرجس) أطول من أير (سليم) مقدار قبضة كاملة. ولقد أسرَّتْ (سندس) لصاحبتها (دميانة) وقد غاب عنهما الرجلان أنها مذ ذاقت "الطويل" أنها تتبرم بـ"العادي". وقالَتْ لها (دميانة) بل يا ليت عندي طول قامة زوجك فهي أحب إليّ وأجلب لشهوتي من طول ما بين رجلَي زوجي. فأجابتها (سندس) بل ليتنا كلتَينا زوجتا رجل واحد قد جمع طول هذا إلى أير ذاك، وضحكتا.
ولما أرادَتْ (سندس) الانصراف مع زوجها من بعد ما اغتسل أربعتُهم في حضرة بعضهم البعض وارتدى كلٌ ملابسَه، أوقفها (جرجس) وقال لها _ ولزوجها بالنيابة_:
- «هل لي في تذكار منك أتلهى به حتى نلقاكما في لاحقٍ؟»
وأحدّ النظر إلى مؤخرتها وقد مسّتْها عباءتُها السوداء الفضفاضة المنسدلة من تحت خمارها حتى كعبي رجليها، ففطنَتْ (سندس) إلى مراده. ونظرَتْ إلى زوجها كأنها تستأذنه، فهز رأسه مبتسماً.
ولما فرغَتْ المختمرة من زحزحة سروالها الداخلي حتى استقر حول كعبيها، رفعَتْ رجلاً ثم الأخرى لتزيله بالكلية وتناوله لصاحب زوجها في حياء لم يعصف به ما كانا فيه قبل قليل من قواتل الحياء!
ورفع (جرجس) القطن الوردي الناعم إلى وجهه، ثم صوب قعره من داخل – مما كان يلامس فرج (سندس) – إلى منخاره وأوسعه شماً وصاحبة السروال ترى ما يفعله بما كان يستر عورتها قبل ثوانٍ فيهولها ويلذ لها معاً. ثم لم يكتفِ (جرجس) بذلك فمد إليه لساناً عجلان يلعق كل ما قابله ويوشك أن يغني لعابُه السروالَ الداخلي عن الغسالات ومساحيق الغسيل!
وأحسّتْ (دميانة) أن زوجها لن يفيق مما هو فيه في قريبٍ، فنابت عنه في ربوبية البيت، وشيّعَتْ (سندس) إلى الباب بقبلة على وجنتِها، وزوجَ (سندس) بمص لسانه وقبض زبّه، ثم تبادل الأربعة التحايا – وصوت (جرجس) يعمّيه مرورُه بالـ"كمامة القطنية الوردية" التي شغلَتْه عن دنيا الناس. ثم أغلق هذان بابهما، وانصرف هذان إلى بيتهما حتى فتحا بابه على ابنهما معتذراً وابنتهما باكية تحتضنه.
***
في اليوم التالي، انصرف (سالم) مبكراً للكلية، واستيقظتْ أختُه متأخرةً فعجلَتْ إلى الحمام ثم إلى غرفتها لتستعدّ للذهاب إلى السنتر الذي قام لجيلها مقام المدارس لجيل أبويها.
وقال لها (سليم) وهي تهرع للباب:
- «لا تغادري حتى تفطري يا (سالي)!»
فجرَتِ البنتُ إلى المطبخ، واختطفت تفاحةً فقضمت ربعها أو يزيد ثم أجابَتْ أباها بفمٍ يملؤه التفاح:
- «قد فعلْتُ يا أبتاه!»
وطارَتْ خارج البيت قبل أن يفرغ (سليم) من هز رأسه وهو يبتسم.
ولما خلا لهما البيتُ دقائق قبل ميعاد عمل (سليم) عرّى الرجل امرأته وألقمها زبّه وهي تظهر التشكي والتعلل بضيق الوقت، وكل ما عدا اللسان منها مطيع مؤاتٍ!
ولما قضى وطره واستقر منيّه في جوفها نازلاً من فوق لا صاعداً من أسفل، شيّعتْه إلى الباب عريانة، وهالها أن يفتح الباب على مصراعيه وهي على هذه الحال فتزحزحت بعيداً عن الباب، فقرّبها زوجها إليه حتى استقرَّتْ في حضنه وقبّلها وهو يتحسس منها كل ما طالته يداه ... والباب مفتوح – لو نزل جارٌ أو صعد لرأى كل شيء!
ثم انصرف فما أسرع ما أغلقت زوجته الباب وراءه وهي تبسم وتعبس في آنٍ!
***
ظلّتْ ذكرى ما رأته (سالي) تلح عليها حتى وقع المحظور.
سألها "المستر" عما يشغلها فمن شدة انشغالها لم تفطن إلى أنه يسألها حتى هزّتْ صاحبتها كتفَها فأفاقت من أحلام اليقظة المملوءة بمقدمة أخيها ومؤخرته!
واعتذرَتْ على عجلٍ وهي ترى عيون الزملاء والزميلات شاخصة إليها تنتظر ردّها.
ولم يقبل مستر (جرجس) الاعتذار وهو يرى مجهوده في الشرح يضيع على من لا تقدره، ولما كان لا سلطان له على طالبة في الثامنة عشرة، فقد هدَّدَها بما يملك مثلُه أن يهدد به مثلَها؛ سيخبر أبويها أنها أضاعت حصة كاملة في خواطرها وأحلامها؛ لم تستفد منها شيئاً من بعد ما دفع أبواها ثمنَ تلك الحصة مئات الجنيهات – وكان (جرجس) يسمونه "ساحر الفيزياء" فهو يتقاضى على تدريسه ما يتقاضاه السحرة على سحرهم!
وتصوَّرتْ (سالي) مشهدها أمام أبيها وهو يلومها مع حظوتها عنده، فاغرورقَتْ عيناها بالدموع، ورق لها زملاؤها وزميلاتها فأقبلوا يترضَّون "المستر" أن يرجع عن تهديده وهم يرون صاحبتهم توشك أن تستهل في البكاء فلا يصدها عن غايته أحد!
وأفلحوا في مسعاهم، فرجع (جرجس) عن تهديده، وخففه إلى واجب منزلي تزيد أسئلتُه عن ضعفَي أسئلة واجبات زملائها، فما أسرع ما قبلَتْ (سالي) بهذه العقوبة الممضة. وقالتْ لنفسِها أنّ كل شيءٍ أهونُ من رؤية أبيها يعتصره الأسى بسببها. وخطر لها أنّ من حقها على أخيها أن يساعدها في حل أسئلة ذاك الواجب المنزلي؛ لأنه "السبب" في وقوعه، ثم طردَتْ مفاتحتَه في تلك الفكرة السخيفة على عجلٍ.
وكم تمنى (جرجس) لو كان له أن يتناولها بعقابٍ غير ذلك. عقابٍ من جنس ما يملأ ردهات المواقع الإباحية، فيأمرها بالاستلقاء وكشف مؤخرتها فتأتمر، ويوسع ردفَيها ضربًا بيده ثم بمسطرة خشبية حتى تتعلم درسَها فلا تنشغل بعد ذلك عن دروسها بما لا يدري كنهه من الخواطر. بل ولعله "يصادر" لباسها الداخلي كذلك لسبب مصطنع مما يتفنن فيه صانعو الأفلام الإباحية تلك، فيضم "تذكار" الابنة إلى تذكار أمها، بل لعله يقارن عبق هذه بعبق تلك كذلك!
وخشي (جرجس) أن يأتي خُلُقًا كان ينهى (سالي) عنه – عارٌ عليه إذا فعل عظيمٌ! – فصرف عنه خواطره الفاضحة وعاد للفيزياء!
***
لم يكن (سالم) يخشى في دنياه شيئًا أكبر من حسان النساء.
ولم يكن في الحسناوات – من قريناته ولا من غير قريناته – أملح في عينه من جارتهم (دميانة). ولقد صادفها في عودته من الجامعة وهي تتأهب للذهاب إلى السوق – على الحقيقة لا دعوى زائفة كدعوى أبويه البارحة! – في ملابس ساترة ولكنها ضيقة بالقياس إلى ملابس أمه وأخته الفضفاضة.
وأراد (سالم) أن يتجنب تحيتها لئلا يتلعثم فيجمع في ردوده عليها تحيات الصباح إلى أدعية السفر! وبصرَتْ به (دميانة) وهو يسرع الخطو، فراق لها أن تعابثه – وهي تعلم بحاستها النسوية السادسة ولعه بها، كما أنها تعلم من غير حاجة إلى حواس سادسة ولا سابعة ولع أبيه بها!– فاستوقفتْه، فوقف.
وأراد أن ينسب الصباح إلى الخير، فخانه لسانُه وأتى بذكر السلام والرحمة والبركات ضافياً غير منقوص! وابتسمَتْ جارته لخجله واضطرابه فتمهّلَتْ في الرد ثانية أو اثنتين حتى "نضج" خجله واستوى ... ثم لما بدأ ابن العشرين في "التعافي" مما قال وذهب عنه بعض قلقه، ردَّتْ عليه تحيتَه بمثلها ضافية غير منقوصة فعاد إلى خجله واضطرابه الأول أو أشد!
وزادَتْ (دميانة) في سادّيّتها فسألته عن أحوال أبيه وأمه وأخته، لا في سؤال واحد بل في ثلاثة أسئلة منفصلة عامة تتفرع منها أسئلة جزئية دقيقة كأنها تحاور رئيس الوزراء! وفي كل مرة تمهله حتى يبلغ تلعثمه الغاية القصوى قبل أن تستبدل بالسؤال القديم سؤالًا جديداً. ولما بدا لها أنّ المسكين يوشك أن يعاني جداً لا هزلاً من إغماء من فرط اندفاع الدم إلى وجهه، "أطلقَتْ سراحه" بعد أن أوصته أن يسلم على أمه كثيراً كثيراً ويقبلها بالنيابة عنها ... وكاد ذِكْر القُبَل يطرحه أرضاً لولا أن تدارك نفسه ... ثم ابتسمَتْ (دميانة) وانصرفَتْ إلى السوق وهي تعلم أنه سيتابع تقلقل ردفيها في بنطالها العادي – ولكنه ضيقٌ إذا قيس إلى ما اعتاد (سالم) رؤيته – قبل أن يملك زمام نفسه فيغض بصره. وكذلك فعل، ثم استمر (سالم) في طريقه إلى بيته لا يلوي على شيء.
--- تمت ---
*******
قال (سالم) وقد فتحَتْ أختُه الباب حال تغييره ملابسه، وقد تعرى أسفلُه ولا زال قميصه يستر جذعه:
- «ويلي عليكِ يا (سالي)!»
وتأخر اعتذارُ (سالي) ثانية أو اثنتين بعد ذلك.
ثم إنها لم تغلقِ البابَ من بعد ما اعتذرَتْ حتى نَهَرها أخوها ثانية فانتهرَتْ. ولما أغلقتِ البابَ بعد لأيٍ، ردَّتْ يدها في فمها فعل المتحسرة ولات حين حسرة.
ولو سُئِلَتْ لعجزَتْ أن تجيب عن السؤال: أكان تأخرها عمداً؟ أم من قبيل ما يدهش الفأرة عن نجاتها وقد هرعتْ إليها الهرة لتهمزها همزة واحدة والفأرة كالمنتظرة مصرعَها لا تدفع ولا تفرّ!
وقال لها أخوها بعدما فرغ مما كان فيه وفتح البابَ فألفاها لدى الباب:
- «ما لكِ شاحبة الوجه كأني من فجأكِ عريانة لا العكس؟»
ولم تملك أخته الصغيرة عبْرَتَها لتوبيخه إياها فبكت، فضمها إليه واعتذر. وكذلك الإخوان قلوبهم في الوهن كبيوت العناكب إذا عاينوا الدموع في مقل الأخوات.
وكان أبواها في السوق وصادف رجوعهما بكاء ابنتهما واعتذار ابنهما، فظنا أنّ (سالم) قد ضربها أو سبها، فلولا أنْ ألحَتْ (سالي) في نفي ذلك، لقد هَمَّ (سليم) أن يبطش به! وكذلك الآباء قريبٌ بطشُهم ولو بأقرب الناس إذا عاينوا الدموع في مقل البنات.
***
لم يكن الأبوان (سليم) وزوجته (سندس) في السوق. بل كانا في ضيافة (جرجس) وزوجته (دميانة). كلا المرأتين تحت من ليس لها بزوج. وقد يمد زوج هذه أو تلك يده فيقبض على ثدي زوجته وصاحبه مشغول بما تحت ذلك. فلا عجب أن أخفى الأبوان وجهتهما عن (سالم) وأخته وكنّيا عنها بما لا حرج في ذكره.
ولو تمعّن (سالم) في مشية أمه وقد "عادَتْ من السوق" لوجد أثر الوجع يحملها على تباعد ساقيها شيئاً يسيراً تحت ثيابها المنزلية. بيد أن (جرجس) وإن كان أقصر من (سليم) بكثير إلا أن أير (جرجس) أطول من أير (سليم) مقدار قبضة كاملة. ولقد أسرَّتْ (سندس) لصاحبتها (دميانة) وقد غاب عنهما الرجلان أنها مذ ذاقت "الطويل" أنها تتبرم بـ"العادي". وقالَتْ لها (دميانة) بل يا ليت عندي طول قامة زوجك فهي أحب إليّ وأجلب لشهوتي من طول ما بين رجلَي زوجي. فأجابتها (سندس) بل ليتنا كلتَينا زوجتا رجل واحد قد جمع طول هذا إلى أير ذاك، وضحكتا.
ولما أرادَتْ (سندس) الانصراف مع زوجها من بعد ما اغتسل أربعتُهم في حضرة بعضهم البعض وارتدى كلٌ ملابسَه، أوقفها (جرجس) وقال لها _ ولزوجها بالنيابة_:
- «هل لي في تذكار منك أتلهى به حتى نلقاكما في لاحقٍ؟»
وأحدّ النظر إلى مؤخرتها وقد مسّتْها عباءتُها السوداء الفضفاضة المنسدلة من تحت خمارها حتى كعبي رجليها، ففطنَتْ (سندس) إلى مراده. ونظرَتْ إلى زوجها كأنها تستأذنه، فهز رأسه مبتسماً.
ولما فرغَتْ المختمرة من زحزحة سروالها الداخلي حتى استقر حول كعبيها، رفعَتْ رجلاً ثم الأخرى لتزيله بالكلية وتناوله لصاحب زوجها في حياء لم يعصف به ما كانا فيه قبل قليل من قواتل الحياء!
ورفع (جرجس) القطن الوردي الناعم إلى وجهه، ثم صوب قعره من داخل – مما كان يلامس فرج (سندس) – إلى منخاره وأوسعه شماً وصاحبة السروال ترى ما يفعله بما كان يستر عورتها قبل ثوانٍ فيهولها ويلذ لها معاً. ثم لم يكتفِ (جرجس) بذلك فمد إليه لساناً عجلان يلعق كل ما قابله ويوشك أن يغني لعابُه السروالَ الداخلي عن الغسالات ومساحيق الغسيل!
وأحسّتْ (دميانة) أن زوجها لن يفيق مما هو فيه في قريبٍ، فنابت عنه في ربوبية البيت، وشيّعَتْ (سندس) إلى الباب بقبلة على وجنتِها، وزوجَ (سندس) بمص لسانه وقبض زبّه، ثم تبادل الأربعة التحايا – وصوت (جرجس) يعمّيه مرورُه بالـ"كمامة القطنية الوردية" التي شغلَتْه عن دنيا الناس. ثم أغلق هذان بابهما، وانصرف هذان إلى بيتهما حتى فتحا بابه على ابنهما معتذراً وابنتهما باكية تحتضنه.
***
في اليوم التالي، انصرف (سالم) مبكراً للكلية، واستيقظتْ أختُه متأخرةً فعجلَتْ إلى الحمام ثم إلى غرفتها لتستعدّ للذهاب إلى السنتر الذي قام لجيلها مقام المدارس لجيل أبويها.
وقال لها (سليم) وهي تهرع للباب:
- «لا تغادري حتى تفطري يا (سالي)!»
فجرَتِ البنتُ إلى المطبخ، واختطفت تفاحةً فقضمت ربعها أو يزيد ثم أجابَتْ أباها بفمٍ يملؤه التفاح:
- «قد فعلْتُ يا أبتاه!»
وطارَتْ خارج البيت قبل أن يفرغ (سليم) من هز رأسه وهو يبتسم.
ولما خلا لهما البيتُ دقائق قبل ميعاد عمل (سليم) عرّى الرجل امرأته وألقمها زبّه وهي تظهر التشكي والتعلل بضيق الوقت، وكل ما عدا اللسان منها مطيع مؤاتٍ!
ولما قضى وطره واستقر منيّه في جوفها نازلاً من فوق لا صاعداً من أسفل، شيّعتْه إلى الباب عريانة، وهالها أن يفتح الباب على مصراعيه وهي على هذه الحال فتزحزحت بعيداً عن الباب، فقرّبها زوجها إليه حتى استقرَّتْ في حضنه وقبّلها وهو يتحسس منها كل ما طالته يداه ... والباب مفتوح – لو نزل جارٌ أو صعد لرأى كل شيء!
ثم انصرف فما أسرع ما أغلقت زوجته الباب وراءه وهي تبسم وتعبس في آنٍ!
***
ظلّتْ ذكرى ما رأته (سالي) تلح عليها حتى وقع المحظور.
سألها "المستر" عما يشغلها فمن شدة انشغالها لم تفطن إلى أنه يسألها حتى هزّتْ صاحبتها كتفَها فأفاقت من أحلام اليقظة المملوءة بمقدمة أخيها ومؤخرته!
واعتذرَتْ على عجلٍ وهي ترى عيون الزملاء والزميلات شاخصة إليها تنتظر ردّها.
ولم يقبل مستر (جرجس) الاعتذار وهو يرى مجهوده في الشرح يضيع على من لا تقدره، ولما كان لا سلطان له على طالبة في الثامنة عشرة، فقد هدَّدَها بما يملك مثلُه أن يهدد به مثلَها؛ سيخبر أبويها أنها أضاعت حصة كاملة في خواطرها وأحلامها؛ لم تستفد منها شيئاً من بعد ما دفع أبواها ثمنَ تلك الحصة مئات الجنيهات – وكان (جرجس) يسمونه "ساحر الفيزياء" فهو يتقاضى على تدريسه ما يتقاضاه السحرة على سحرهم!
وتصوَّرتْ (سالي) مشهدها أمام أبيها وهو يلومها مع حظوتها عنده، فاغرورقَتْ عيناها بالدموع، ورق لها زملاؤها وزميلاتها فأقبلوا يترضَّون "المستر" أن يرجع عن تهديده وهم يرون صاحبتهم توشك أن تستهل في البكاء فلا يصدها عن غايته أحد!
وأفلحوا في مسعاهم، فرجع (جرجس) عن تهديده، وخففه إلى واجب منزلي تزيد أسئلتُه عن ضعفَي أسئلة واجبات زملائها، فما أسرع ما قبلَتْ (سالي) بهذه العقوبة الممضة. وقالتْ لنفسِها أنّ كل شيءٍ أهونُ من رؤية أبيها يعتصره الأسى بسببها. وخطر لها أنّ من حقها على أخيها أن يساعدها في حل أسئلة ذاك الواجب المنزلي؛ لأنه "السبب" في وقوعه، ثم طردَتْ مفاتحتَه في تلك الفكرة السخيفة على عجلٍ.
وكم تمنى (جرجس) لو كان له أن يتناولها بعقابٍ غير ذلك. عقابٍ من جنس ما يملأ ردهات المواقع الإباحية، فيأمرها بالاستلقاء وكشف مؤخرتها فتأتمر، ويوسع ردفَيها ضربًا بيده ثم بمسطرة خشبية حتى تتعلم درسَها فلا تنشغل بعد ذلك عن دروسها بما لا يدري كنهه من الخواطر. بل ولعله "يصادر" لباسها الداخلي كذلك لسبب مصطنع مما يتفنن فيه صانعو الأفلام الإباحية تلك، فيضم "تذكار" الابنة إلى تذكار أمها، بل لعله يقارن عبق هذه بعبق تلك كذلك!
وخشي (جرجس) أن يأتي خُلُقًا كان ينهى (سالي) عنه – عارٌ عليه إذا فعل عظيمٌ! – فصرف عنه خواطره الفاضحة وعاد للفيزياء!
***
لم يكن (سالم) يخشى في دنياه شيئًا أكبر من حسان النساء.
ولم يكن في الحسناوات – من قريناته ولا من غير قريناته – أملح في عينه من جارتهم (دميانة). ولقد صادفها في عودته من الجامعة وهي تتأهب للذهاب إلى السوق – على الحقيقة لا دعوى زائفة كدعوى أبويه البارحة! – في ملابس ساترة ولكنها ضيقة بالقياس إلى ملابس أمه وأخته الفضفاضة.
وأراد (سالم) أن يتجنب تحيتها لئلا يتلعثم فيجمع في ردوده عليها تحيات الصباح إلى أدعية السفر! وبصرَتْ به (دميانة) وهو يسرع الخطو، فراق لها أن تعابثه – وهي تعلم بحاستها النسوية السادسة ولعه بها، كما أنها تعلم من غير حاجة إلى حواس سادسة ولا سابعة ولع أبيه بها!– فاستوقفتْه، فوقف.
وأراد أن ينسب الصباح إلى الخير، فخانه لسانُه وأتى بذكر السلام والرحمة والبركات ضافياً غير منقوص! وابتسمَتْ جارته لخجله واضطرابه فتمهّلَتْ في الرد ثانية أو اثنتين حتى "نضج" خجله واستوى ... ثم لما بدأ ابن العشرين في "التعافي" مما قال وذهب عنه بعض قلقه، ردَّتْ عليه تحيتَه بمثلها ضافية غير منقوصة فعاد إلى خجله واضطرابه الأول أو أشد!
وزادَتْ (دميانة) في سادّيّتها فسألته عن أحوال أبيه وأمه وأخته، لا في سؤال واحد بل في ثلاثة أسئلة منفصلة عامة تتفرع منها أسئلة جزئية دقيقة كأنها تحاور رئيس الوزراء! وفي كل مرة تمهله حتى يبلغ تلعثمه الغاية القصوى قبل أن تستبدل بالسؤال القديم سؤالًا جديداً. ولما بدا لها أنّ المسكين يوشك أن يعاني جداً لا هزلاً من إغماء من فرط اندفاع الدم إلى وجهه، "أطلقَتْ سراحه" بعد أن أوصته أن يسلم على أمه كثيراً كثيراً ويقبلها بالنيابة عنها ... وكاد ذِكْر القُبَل يطرحه أرضاً لولا أن تدارك نفسه ... ثم ابتسمَتْ (دميانة) وانصرفَتْ إلى السوق وهي تعلم أنه سيتابع تقلقل ردفيها في بنطالها العادي – ولكنه ضيقٌ إذا قيس إلى ما اعتاد (سالم) رؤيته – قبل أن يملك زمام نفسه فيغض بصره. وكذلك فعل، ثم استمر (سالم) في طريقه إلى بيته لا يلوي على شيء.
--- تمت ---