ع
عاشق الورعان
ضيف
هذه الطرفة والفكاهة في حوار شيق بين عاشق الغلمان أبي نواس وأحد الغلمان الذي كان وسيما ومفرط الوسامة وخفة الدم وتفتحىالعقل وتوقد الذهن وكان حاضر وسريع البديهة رغم حداثة سنة في مجاراة أبي نواس بشكل ملفت ومضحك معا ؛ مر أبو نواس على باب مكتب فرأى صبيا حسنا فقال أبو نواس : تبارك ا للله أحسن الخالقين ! فرد عليه الصبي الوسيم فورا قائلا : لمثل هذا فليعمل العاملون ! فقال أبو نواس : نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين !! فقال الصبي الأمرد المفرط وسامة وجمالا : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون !! فرد عليه أبو نواس : اجعل بيني وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى ! فقال الصبي الوسيم : موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى !! صبر شاعرنا أبو نواس إلى يوم الجمعة فلما أتى وجد الصبي الأمرد يلعب مع الغلمان ؛ فقال أبو نواس : والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ! فمشى الصبي مع أبي نواس إلى مخدع خفي ثمىاستحى أبو نواس أن يقول للغلام نم على بطنك لهذا قال أبو نواس : إن الذين يذكرون ا للله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ! فقام الصبي وحل سراويله وقال : اركبوا فيها بسم ا للله مجريها ومرسيها ! فركب أبو نواس على الصبي فأوجه وآلمه فقال الصبي : إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة !! وكان قريبا منهم شيخ يسمع كلام أبي نواس والصبي الأمرد فقال مخاطبا أبا نواس : فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير !! فرد مسرعا الصبي الوسيم : لا يكلف ا للله نفسا إلا وسعها ؛